سأستقيل

سأخرج من حياتك
سأخرج من مقلتيك
سأفتح باب عينيك .. سامحيني
سأترك الجنة لك وحدك
وأهرب لا مفر
سآخذ دمعتي من على وجنتيك
سألملم آلام عقود من الزمن
سأترك ذكراك على ورق
سأرسم ألف قلب من ذهب
وسأضع قلبك في الوسط
بين أضلاع جميع البشر
سأستقيل.. وإن كان عقابي للأبد

آن أوان الرحيل
ستبقين أنتِ .. لا تخافي
ستبقى مخلدة ذكراك
يا بلسمي وشفائي
يا جورية تعرشين فوق أغصان الجبال
حمراءُ..ورديةٌ..صفراءُ.. كما إنت
يا نجمةً طافت سبع سماوات
كبياض الثلج في شباط
نذرت بذبح جميع نعاج الدنيا
ألا تبرحي موطء قدمك
لا تقومي وأمريني
أغلقي عينيك ونامي
سترين إن ظهر المغيب
أطيافاً من نور
مزهوة بألوان الربيع
وسترين أيضا
صورتي معلقة فوق الجبين
مختوم عليها أنا....




سأحبك وأحبك وأبقى كما أنا
فتيا في الخمسين
طفلا بين ذراعيك
أغفل عند أنشودة المساء
أنام على قصة ليلى والذيب
وتبقى عين مستيقظة
تجولين أرجاء الغرفة تستعدين
لبزوغ شمس يوم جديد
أراك وتبتسمين
أسمع صوت الحنين
صباحكَ خير..
وتبدئين .. حدثا عظيم
صار عمري يوما بالإضافة إلى القديم
فزاد حبي لك عشرونا من السنين
تقتربين وتبتعدين
تصرخين و تهدئين
تناقضات لا مثيل
وأبقى كما أنا
أحبك وسأظل أحبك
حتى لو تهجرين

سأستقيل من الدنيا كلها
سأستعيد ذكرياتنا الأولى
عندما دق قلبي
ودق قلبك أيضا .. ألا تتذكرين
تألمتِ .. ثم فرحت
وصرختي حين علمتِ
أنا قادم إليك .. لأرى عينيك
وألمس كفيك .. وأتنفس معك .. لا تخافي
حين تبكين .. أنظر إليك
حتى حين تتمتمين
لا أعرف ماذا أرى
أطيل النظر .. وأعرف أنك تغتاظين
بعد كل تلك السنين
وبعد الخمسين .. تقولين
هل نسيتني .. ما عدتَ تتذكرني
أنا الحنين ..
أنا لم أنم قبلكَ يوماً
ما ذقت قبلك طعاماً
ما شربت قبلك ماءً
عندما تتألم ينفطر قلبي عليك
أنسيتني ..
وكذا أقول أنا ..
أتتذكرين
صورة معلقة على الجبين
مكتوب عليها
انا ابنك يا أمي
واعتذر عن
لحظات الالم
وسيل من الدموع
و .......
لا .. لا يكفي الاعتذار
سأستقيل من الحياة .. من الدنيا
سأخرج من مقلتيك
سأخرج حتى تأمرين
سأستقيل